داليا الشعلان – صحيفة الإقتصادية الإلكترونية – 27 مايو 2009
في القديم كانت الشعوب كثيراً ما تتعارك فيما بينها لأسباب لا تنتهي تجعلها في حالة حرب دائمة ,وبالرغم من مختلف الصراعات التي شهدتها البشرية وما خلفته ورائها من دمار وخسائر إلا أنها انتهت بحمد الله ولم يعد لها أي وجود,ويبقى الصراع الأبدي الذي تعيشه المرأة لا تلوح له أي نهاية .
فعلى الرغم من كُل المآسي التي أحدثتها تلك الصراعات القديمة إلا أنها كثير اًما كانت تستند لأسباب قد تُعد منطقية في ذاك الزمن ,بالإضافة إلى أن الخصوم كثيراُ ما تكون متقاربة العدد والعتاد , عدا أخلاق الحرب التي يتحلى بها كل محارب فلا يغدر ولا يقرب الأطفال والنساء ,ولكن في صراع المرأة الأمر مختلف فنجد المرأة وحيدة مقابل حائط الذكورة , وقد يحدث أن المرأة هي من تُعرقل نجاح الأخرى ,والصراع هُنا لا يخضع لأي قوانين أو أخلاق عدى تلك الشعارات البالية التي يُشهرها الخصم متى توافقت مع أهدافه.
فالمرأة في صراع دائم ,وأعني بالمرأة تلك التي تنتهج دوراُ ليس بالتقليدي بالإضافة إلى دورها الطبيعي , وما تُتكبده من عناء في محاولة منها بأن تجد من يؤمن بنشاطها ,وسمو أهدافها , فنجدها تتقلد وضعية الدفاع في كُل مرة أي في حالة حرب دائمة. لا أعلم حقيقة لما يخشى البعض من أن يكون للمرأة فكرها الخاص بها ورؤيتها التي تميزها عن الغير ,هل ما نزال نعاني من خلط عشوائي في المصطلحات ,وما يتبعه هذا اللغط من خوف و هلع أن يُهتز به حائط الفحولة. هذا العراك الدائم الذي تعيشه المرأة التي تحمل رسالة تتخطى حدود محيطها بكثير ورغبتها الحقيقة بالتغير والإصلاح ,قد يكون سبباً في إبداعها ذلك أن الإبداع قد ينشأ من رحم المعاناة .
اترك تعليقًا